الأربعاء، 8 أكتوبر 2008

الكساد الكبير2008


امبارح فى برنامج العاشرة مساءا كان ضيف الحلقة الدكتور جلال امين استاذ الاقتصاد بالجامعة الامريكية وكان سبب استضافته فى

البرنامج علشان يشرح للناس الازمة الاقتصادية العالمية واللى بداءت فى 19 من شهر سبتمبر 2008 وكان من اهم صورها انهيار تانى 

بنك من حيث الاهمية وحجم المعاملات فى السوق المالية فى امريكا بالاضافة لعدد من البنوك العقاريةوالشركات اللى اضطرت لاعلان

 افلاسها او على وشك ده الموضوع بدا لما سوق الاستثمار العقارى فى الولايات المتحدة ازدهار فاغرى عدد من البنوك انها تقدم قروض

 عقارية بشكل كبير وموسع وده لان نسبة الفايدة على القروض دى بتكون عالية مقارنة بالفايدة اللى بتقدمها البنوك للمودعين اصحاب

 الادخارات دى وبكده يكون الفرق ده هو المكسب اللى بتحقق البنوك لنفسها بالاضافة لرفع الدولة ادها عن مراقبة البنوك ووضع قواعد

 محددة وملزمة لحجم الاقراض والائتمان اللى ممكن تقدمه البنوك للسببين دول توسعت البنوك بشكل مفرط فى اعطاء القروض وبخاصة فى

 المجال العقارى لدرجة انها ماكنتش بتاخد الضمانات الكافية على  الدائنين غير ان بعض شركات التامين دخلت كضامن للدائنين دول عند

 البنوك فقدمت وثائق تامنية للبنوك فى محاولة لتقليل نسبة المخاطرة عند البنوك دى المشكلة بقى اتفجرت امتى لما بعض الناس اللى اخدوا

 قروض تعسروا فى السداد ولان البنك قدم القروض دى من غير ضمانات تقريبا غبر امكانية حجز البنك على العقار ولان الموضوع ده

 محصلش مع واحد او اتنين لا مع عدد كبير اوى فالبنك لقى نفسه بيحجز على اعداد ضخمة من العقارات والبنوك ده لو كان هو المدين

 المباشر او بيطالب شركات التامين بالسداد ده لو كانت الشركات دى هى الضامنة وده اتسبب فى اعلان بعض شركات التامين افلاسها

 وبشكل ده نزلت اعداد كبيرة من العقارات سوق البيع وزى كلنا ما عارفين ان زيادة العرض مع قلة الطلب بيأدى لانخفاض الاسعار فكان

من الطبيعى ان اسعار العقارات دى تنزل الارض وبكده بردوا البنوك دى مقدرتش تحقق السيولة الكافية اللى بيها تغطى العجز اللى عندها

 وبتالى اتجهت البنوك لسياسة تانية وهى تقليل حجم الاقراض وده أدى الى نتاج سلبية على مستويين

1- الاستثمار العقارى:علشان الاستثمار ده كان قام على الناس اللى فى اساس اخدت قروض من البنك تشترى بيها بيوت اوتبنى بيها فلما

البنوك قللت نسبة الاقراض نتيجة للى حصلها الناس اللى كانت حتشترى البيوت بنظام القروض البنكية اعرضت عن ده وبالتالى ده ادى

 لمزيد من قلة الطلب وزيادة العرض منما ادى الى انخفاض اسعار العقارات فى صورة اقرب للكساد للاستثمار العقارى

2_الاستثمار الزراعى والصناعى والتجارى: وده لان الاستثمارات دى قايمة فى الاساس على القروض البنكية اللى بتغطىاحتياجات

المشروع سواء تجارى او صناعى او زراعى لحد ما تتم دايرة الانتاج يعنى على سبيل المثال لو فى واحد حينشأ مصنع أو مشروع زراعى

فهو محتاج مكينات أومنشاءات أومواد خام والحاجات دى بيغطى تكليفتها من خلال القروض البنكية لحد ما أنتجه يتحقق ويتباع فيقوم بسداد

 القروض بفوايدها علشان كده البنوك لما قللت جحم الاقراض أثر التقليل ده على كل المشروعات وده حيأدى بالتالى لقلة الاستثمارات لان

 اى مستثمر او صاحب مشروع مهما كان حجم استثماره فهو محتاج دعم من المؤسسات البنكية والممثل فى القروض

المهم ان الازمة دى شبها البعض بالازمة الاقتصادية اللى حصلت فى ثلا ثينات القرن الماضى وعلى وجه التحديد بداءت فى عام

1929 وانتهت بعد عشر سنوات فى عام 1939  فيما عرف بالكساد الكبيرعلى الرغم من ان الازمة دى سبقها انتعاش اقتصادى

وخصوصا بعد

انتهاء الحرب العالمية الاولى وكان من أبرز نتاج هذا الكساد  الركود الاقتصادى وتوقف الانتاج وزيادة عداد البطالة حتى انها

 وصلت25%وبسبب التخوفات ده من تكرار السيناريو الخاص بعام 1929 فى اواخر 2008 اضطرت الحكومة الامريكية بالتدخل

لحل الازمة ممثلة فى مساعدات بلغت 700 مليار دولار لهذه الشركات والمؤساسات المالية فى سابق غير معهودة على الفكر الراسمالى

 منما أدى لشماتة المؤيدين للفكر الا شتراكى فى ان وجهة ان النظر الاشتراكية فى ضرورة تدخل الدولة فى اقتصاد السوق اوضحت وفى

 النهاية صحتها

ومن الواضح ان الازمة الاقتصادية دىكانت تحقيق للاراء اللى شافت ان العولمة هى بداية النهاية وان زى ما انهار النظام الاشتراكى

 فىالاتحاد  السوفيتى فى عام 1991 فان النظام الراسمالى قد اتم دورة الحياة له بدا من الاقطاع ثم الراسمالية التنافسية ثم الراسمالية

المتوحشة اوما عرف بالعولمة او كما اطلق عليها لينين فى كتابه الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية وده لان الولايات المتحدة الامريكية

وحتى لو قدرت انهاتستوعب الموقف وتحجم الخسائر الاقتصادية فى أقل صورة لها فالمحللون الاقتصاديون بيأكدوا بأن الاقتصاد الامريكى

عمره ما يرجع لما كان عليه وأن الدور الاقتصادى لامريكا حيتراجع ومن وراهالدور السياسى والعسكرى ليها

                                               ***********************************

  
ونتجة ارتباط الاقتصادى الاوروبى الوثيق بالاقتصاد الامريكى وبخاصة اقتصاد الانجليزى انهارت بعض المؤساسات المالية فى انجلترا

وفرنسا واسبانيا فى تفاوت وفقا لطبيعة العلاقات الاقتصادية بينها وبين الاقتصاد الامريكى وكل دولة من الدول فى العالم بداءت

  تحدد حجم الخسائر اللى لحقت بيها علشان تقدر تحط خطط  اقتصادية لحماية نفسها من انياب الازمة القادمة

تعالوا بقى نشوف اللى يهمنا واحنا دورنا ايه فى الليلة دى ما احنا مش حنقضيها احتفالات اكتوبر المجيد

 شوفوا الموضوع منقسم لجزئين جزء خاص بالدول العربية وبخاصة دول الخليج والجزء التانى خاص بمصر على وجه التحيد
*******************************************************************************
1_مدى تاثر الدول العربية بالازمة القادمة حيظهر على وجه الخصوص فى دور الخليج وده لان امريكا كانت المستورد الاول للبترول من 

دول الخليج وبدام امريكا بتمر بازمة طاحنة اكيد حتقلل حجم الواردات وده حيخلق ازمة عند الدول الخليجة خصوصا وان تقريبا اقتصاد

 الدول دى قايم فى الاساس على تصدير البترول  ده غير ان ده حيأتثر على حجم الاستثمارات فى الدول وخصوصا الاستثمار الاجنبى

 وعلى وجه الدقة الاستثمار فى المجال النفطى والتعدينى

2_نجى بقى لينا معتقدتش ان احنا حنتاثر من ناحية التصدير لاننا فى الاساس تقريبا مش بنصدر حاجة ده حتى القطن المصرى اللى كان
 
بيتحلف بيه انضرب من القطن الهندى يمكن التأثير حيظهر لاده ظهر فى البورصة المصرية وانهيارات فى الاسهم لبعض الشركات حتى أن

 الانخفاض وصل فى 7 اكتوبر 2008 الى 5و16% فى انخفاض غير مسبوق بالاضافة لوقف التداول فى 30 شركة

طيب والحل ايه؟
زى ما حضرنكم عارفين ان الازمة الاقتصادية دى جاءت علشان تكمل الصورة السوداء خصوصا وان سا بقتها ازمة فى الغذاء واللى

 اتصدرت الصحف وحولوا يفهمونا ويقنعونا انها ازمة يا عينى دولية وان مش احنا بس اللى بنمر بيها واعتقد ان كلنا لمسنها فى اسعار السلع

 فى زمن بقيت الخضار فيه با سعار الفاكهة من سنتين تلاتة مين كان يصدق ان الكوسة ولا البامية يوصل سعرهم لخمسة وستة جنية وده

 فى موسمهم  امال فى غير موسمهم يبقوا بكام ما علينا

طبعا الناس الغلابة اللى زى وزى حضرتكم اكيد ملهمش علاقة مباشرة بالبورصة ولا حتى بالبورص ولا لينا اكيد علاقة باالمؤساسات

 البنكية الخاصة ذات الاستثمارات الاجنبية واللى ولله الحمد مليت البلد لدرجة انك تلاقى بين كل بنك وبنك بنك تالت وده لان البنوك دى مش

 تقبل تتعامل مع اى عميل صدق او لاتصدق ودى معلومة مؤكدة لان اعرف واحدة راحت تودع مبلغ مالى اقل من100الف جنيه فى بنك 

من دول فالموظف اتعامل معاها على انها سرقاهم وقاعد يخلق لها الحجج والاعذارلعدم قبول البنك الايداع ولما صاحبتى دى سألت واحد

 معرفتها بيشتغل فى بنك حكومى قالها الحركات دى الموظف عاملها معاكى علشان يطفشك لان البنوك دى ما بتقبلش مبالغ صغيرة  المهم

 ان البنوك اللى بالكم فيها دى حيكون عملائها من كبار رجال الاعمال او صغار رجال الاعمال انما اهه اسمهم فى الاول وفى الاخر رجال

 اعمال
يعنى مش يكون فيه أثرمباشر على الطبقة المتوسطة وما ادنها التاثير فى الحالة دى حيبقى غير مباشر زى ارتفاع جنونى فى اسعار السلع

 سواء السلع الغذائية او السلع المعمرة وخصوصا المستورد منها وده لان من الواضح ان اتفاقية الجات واى اتفاقات افتصاديةحتتوقف بشكل

 مؤقت لحين معرفة ما ستاول له الازمة الاقتصادية وقياسا على ازمة1929او ما يعرف بالكساد الكبيراللى فيه وصلت اسعار القطن

المصرى للحضيض حيقل الاستثمار وحتزيد نسبة البطالة اكتر مهى زايدة انما الفايدة الوحيدة اللى خرجت بيها مصر من الازمة ايامها انها

 ونتيجة لعدم قدرتها على الاستيراد اجبرت على الانتاج ومحاولة الوصول للاكتفاء الذاتى واعتقد ان الازمة لو  تعقدت عن كده مش حيكون

 قدامنا غير الموت جوعا او الانتاج وخصوصا وان المعونة الامريكية حتقللها لو ما تلغيهاخالص

غير ان بعض الدول وخصوصا الدول العربية واللى ربطت اقتصادها ولمدة عقود بالاقتصاد الامريكى حتلاقى ونتيجة الازمة دى انها مش

 لازم تضع البيض فى سلة واحدة وحتبدا تنوع استثماراتها فى بلد تانية زى الهند وامريكا الجنوبية وده لان الكايانات الصغيرة حتحس ان

 الامن ليها فى تجمعها فى كيان اكبر بدل من الاعتماد على كيان كبير قابل للانهيار زى الولايات المتحدة الامريكية ويتسبب فى انهيارها معاه

 ويا ريت ده يحصل بين الدول العربية وخصوصا ان سا عتها حيكون الامن للاستثمارات الخليجية انها تستثمر فى المنطقة العربية ولو

 تدخل فى المشروعات دى بمصادر الطاقة اللى عندها وبلاد تانية زى مصر وسوريا والاردن تدخل بايدى العاملة والثروات والمواد الخام

 والخبرات وده لو كان الاساس فى التعامل ان كل طرف من الاطراف دى محتاج للاخر مش على رؤية فوقية وان اى من الاطراف دى

 يحس بالتفوق وبالتعالى عن الاخر وده اللى وصل ت ليه دول اوربا فى الاتحاد الاوروبى فبعد سنين من التطاحن والحروب انتقل تفكرهم

 من ان فى السياسةوالاقتصاد مش ضرورة وجود غالب ومغلوب مستغل ومستغ لان الافيد والانجح ان الاتنين يكونوا مستفدين وان ممكن

 فى العلاقات السياسية والاقتصادية ان الاتنين يقيدوا بعض


ياريت ربنا يوفقنا كعرب ان احنا نعمل كده وربنا يستر علينا فى الايام اللى جايا

سلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالام من ربع ضارب

7 تعليقات:

Blogger kochia يقول...

موضوع مفيد
انا فهمت منه كتير مكنتش فاهماه
اشكرك

8 أكتوبر 2008 في 9:16 م  
Blogger زحل الفلكي يقول...

سبحان الله
تعرفي ان دي اول مره تقريباً اقرأ موضوع ليه علاقة بالاقتصاد "بشغف"
انا بكره الاقتصاد والحوارات بتاعته اصلا
بس بجد مقدرتش اعمل حاجه غير اني افضل اقرأ اقرأ لحد البوست مخلص
شكراً جزيلا انك لخصتي المشكله والدنيا كده بقت اوضح
على فكره لازم ننتج
لازم ننتج
ويارب ننتج بقا

8 أكتوبر 2008 في 10:05 م  
Blogger Omar El-Tahan يقول...

اسلوب حلو قوي في الطرح و مبسط بشكل كبير و ده مهم جداً في عرض موضوع كبير و دقيق زي ده ... أنا مارفعتش عيني حتى السطر الأخير .... تحياتي على اسلوبك الرائع في عرض هذا الموضوع و على أمانتك في ذكر المصدر.

9 أكتوبر 2008 في 1:39 ص  
Blogger Unknown يقول...

دعاء
موضوع قوى له تبعيات كتير ومؤثرة على حياتنا لان فى ناس كتير جدا هتتأثر سواء الوقت او كمان شوية من حالة الكساد والازمة الاقتصادية الطاحنة
ربنا يعدى الايام دى على خير
تحياتى لك يااحلى ربع ضارب

10 أكتوبر 2008 في 4:15 م  
Blogger ba7re يقول...

تعرفى ان الكلام اللى بيتقال فى مصر
ان مصر فى السليم و متأثرتش بالازمة العالمية .. دى على اساس ان الشعب المصرى بيبيع بطاطا و مش عارف اى حاجة
و متغاظ جدا من تصريحات السادة المسئولين
يا جماعة الاقتصاد المصرى انهار من اكتر من 10 سنين و بيتكلموا على استقرار

شكرا على طرحك المميز
و سلام
و اللهم لا اعتراض

11 أكتوبر 2008 في 12:15 م  
Blogger واحد من البلد دى يقول...

السلام عليكم

شرحك المميز للأزمة أجبرنى على قراءة الموضوع لآخره..

فعلا..

شرحتى فأفدتى

ولكننا لا نتأثر و لا نؤثر

وإن كانت الدول العربية لا تضع بيضها كله فى سلة واحدة حتى لا تكون خسارتها كبيرة..

فنحن عزيزتى..وإن جاز التعبير...

لا زلنا نبحث عن البيض..


مشكورة لطرحك المميز

دمتى بخير

13 أكتوبر 2008 في 5:29 م  
Blogger r يقول...

تفسير ممتاز جدا
فهمت كتير منه بردوا
سلمتى

13 أكتوبر 2008 في 11:37 م  

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية